الخصائص العامة للإسلام الاجتهاد
الاجتهاد وضرورته في المجال المعرفي نشأ الاجتهاد في العصر الإسلامي الأول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل أن النبي أقر الاجتهاد حينما بعث معاذا رضي الله عنه إلى اليمن ، كما اتسع مجال الاجتهاد حينما اعتنقت شعوب ومجتمعات مختلفة دين الإسلام ليستجيب للنوازل الجديدة في المجتمعات الإسلامية ويقدم لها الحلول المناسبة في ضوء الكتاب والسنة ، وكذلك الشأن في العصر الحديث بسبب التحولات المختلفة التي استدعت استنفار علماء الأمة للاجتهاد والبحث عن حلول للمشكلات التي تواجه المجتمع الإسلامي للجمع بين القيم الدينية ومتطلبات الحياة المعاصرة.
فما الاجتهاد وما ضرورته في الحياة المعاصرة ؟ الاجتهاد " هو بذل الجهد في استنباط الحكم الشرعي مما اعتره الشرع دليلا ،واجب العمل به وحجة على المكلفين "
الاجتهاد متصل بأحكام الفقه الذي يشمل جميع مجالات الحياة حيث يتسع لكل قضية تجد في حياة المسلمين وتتطلب حلا يحقق مقاصد الشريعة ، والحاجة إلى الاجتهاد قائمة ومستمرة مما يجعل شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، كما تتضح أهمية الاجتهاد في عصرنا بالنظر إلى قوة التأثير التي تمارسها وسائل الإعلام وضغط العولمة التي تدفع بالمجتمعات الإسلامية إلى الابتعاد عن تاريخها وثراتها وحضارتها وتهدد بطمس هويتها.
ما أولويات الاجتهاد التي تفرضها ضرورات العصر ؟ إن مجال الاجتهاد يشمل جميع نواحي الحياة المعاصرة دون استثناء وفي مقدمتها ،
••• كون التقدم المعرفي هو مفتاح التقدم في باقي مجالات الحياة.
لماذا الاجتهاد في المجال المعرفي ؟ كان الطلاب انطلاقا من المكتسبات المعرفية والمنهجية التي يحصلونها من دراسة العلوم الشرعية يتوجهون للبحث في السنن الكونية و يجتهدون في تطوير المعرفة في كل التخصصات المعروفة، إلا أن الانفصال بين الدين والعلم في المدنية الحديثة أدى إلى جعل البحث العلمي موجها بقيم مادية هدفها تحقيق الأرباح بكل الوسائل الممكنة ولو على حساب مقومات الحياة على وجه الأرض والإضرار بها. ولن يتم تصحيح المسار المعرفي إلا بتحكيم القيم الدينية التي وجهت الإنتاج العلمي إبان ازدهار الحضارة الإسلامية، وهذا لن يتأتى إلا بالإسهام الإيجابي والفعال للباحثين المسلمين.
مقاصد الاجتهاد وضوابطه تتحقق مقاصد الاجتهاد إذا تم احترام الضوابط التي تمنع انحراف البحث العلمي عن المسار الذي ارتضاه الله عز وجل لعباده ،كما لابد للمجتهد من معرفة متعمقة بالعلوم الشرعية وقواعد الاستنباط منها واطلاع واسع على مشكلات المجتمع الذي يعيش فيه.
فما مقاصد الاجتهاد المعرفي ؟ تجديد العلوم الشرعية : إن النظام الفكري الإسلامي يجعل الوحي أصل العلم والمرجع الذي ينبغي أن تهتدي به سائر الاجتهادات البشرية وهذا خلاف الوضع السائد حاليا الذي يقصي المعارف الدينية من دائرة العلوم.
أنسنة العلوم الإنسانية: يسر الله العلوم لخدمة الإنسان الذي كرمه الله عز وجل وجعلها وسيلة مسخرة لأجله وليست غاية.
تسخر العلوم المادية لصالح الإنسان : سخر الله للإنسان ما في السماوات والأرض ليكتشف سننها لعمارة الأرض وإصلاحها ما يحقق منافع للناس.
فما ضوابط الاجتهاد المعرفي ؟ تشمل ضوابط الاجتهاد:
الكتاب المسطور : وهو القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه ،يشمل على معين لا ينضب من الحقائق والأسرار التي تغني معارف الإنسان.
الكتاب المنظور : وهو عالم الشهادة المحيط بالإنسان من آيات الله الكونية ، مما اتصل بعلوم الإنسان وعلوم المادة ،إذن فالضابط الأول للاجتهاد وهو القراءة باسم الله ،وهناك ضوابط ومبادئ منها:
ـ التمكن من علوم الشرع واللغة العربية وفقه الواقع الذي يعيش فيه.
ـ اعتبار البحث العلمي عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى.
ـ اعتبار الحقيقة واحدة لا يتعارض فيها الوحي مع العقل.
ـ توجيه نتائج البحث لخدمة الإنسان تماشيا مع مبدأ الاستخلاف.