من أساليب الحوار في القرآن الكريم و السنة النبوية
قال الله سبحانه :
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا سورة الكهف الآية 37
قال الله سبحانه :
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ سورة المجادلة الآية 1
التوثيق:
سورة الكهف: مكية وآياتها 110اية موضوعها العقيدة
سورة المجادلة: مدنية وآياتها22 أية موضوعها التشريع
المستفاد: يبين لنا النص الأول وجوب المعرفة المسبقة بالطرف الثاني شرط أساسي في إنجاح الحوار و يبين لنا النص الثاني أ ن الحوار منهج إسلامي الأصيل في التربية و الدعوة إلى الله عز وجل
مفهوم الحوار وضوابطه: الحوار شكل من أشكال الحديث بين طرفين يتم فيه تداول الكلام في أجواء هادئة بعيدة عن العنف والتعصب
الفرق بين الحوار والتعصب:الجدل:هو خلاف في الحوار حيث يتسم بالشدة والغلاضة في الكلام وطغيان أسلوب العنف والنزاع
ضوابط الحوار:1 تقبل الأخر: ومعنى دالك قبول الأخر و الاعتراف بحقه في التعبير عن رأيه
1 حسن القبول: وهو أن ينهج المتحاورون في كلامهم منهجا من الهدوء والكلمة الطيبة ويتجننا كل الألفاض القبيحة كالسخرية والازدراء قال الله تعالى(وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن...)
2 العلم وصحة الأدلة: وهو ضابط يلزم المتحاورين اعتماد العلم والبرهان للدفاع عن النفس وتفنيد الباطل
قال الله تعالى (هل عندكم من علم فتخرجوه لنا...)
من أساليب الحوار في القران الكريم:وهذا الأسلوب اعتمده القرآن الكريم ليعرض لنا واقعية تجلب المستمع وتقرب منه الحوار كأنه حاضر وقتها ومن أمثلة ذالك حوار الله تعالى الملائكة وحوار موسى لفرعون.
الأسلوب الوصفي التصويري: وهو أسلوب يعرض به القرآن الكريم مشاهد حوارية واقعية تمت بالفعل بشكل حي يأخذ بلب المستمع مثل حوار الله تعالى للملائكة, وحوار الأنبياء والرسل.
الأسلوب ا لحجاجي البرهانين: وهدا الأسلوب اعتمده القرآن ليرد على المنكرين والجاحدين بالأدلة والحجج التنقلية و النقدية لتفيدهم وبيان انحراف عقائدهم ومن ذلك :
1) البرهنة على وحدانية الله:
أي إعطاء أدلة قاطعة وأسئلة داحضة لأوهام اعتقدها المعتقد باعتبارها من المسلمين قال الله تعالى (قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم ولا يضركم...)
2) البرهنة على البعث بالآيات الكونية :
وهو دعوة العقل البشري إلى التفكير والتدبير في ملكوت السماوات والأرض ليثبت عظمة الخالد وقدرته الطلقة ويثبت لمنكري البعث أنهم غافلون عن ذلك حيث قال الله تعالى(أمن يهديهم في ضلومات البر والبحر...)
من أساليب الحوار في السنة: تضمن السنة النبوية نماذج راقية للتواصل البشري ,جسدتها مواقف الرسول صلى الله عليه وسلمالحوارية وأسهم في تنوعها وغناها حسن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1) أسلوب الحوار الوصفي التصويري:اعتمدته السنة النبوية باعتبارها وحي كالقرآن الكريم لتثبت المفاهيم في أدهان المستمعين بالقصة أو بضرب الأمثال.
2) أسلوب الحوار الاستدلالي الاستقرائي:وهو أسلوب اعتمدته السنة النبوية الشريفة للتدرج للمحاور حتى يصل به إلى الحقيقة الكلية التي ترفع عنه الغموض والالتباس.
3) الأسلوب الحوار التشخيصي الاستنتاجي : وهو أسلوب يعرض فيه الرسول صلى الله عليه وسلم المشكلة لإثارة الانتباه وتحفيز التفكير ويترك للمحاور فرصة لاستنتاج الحل بنفسه.
كيف نستفيد من القرآن والسنة في تطوير مهارات الحوار:القرآن الكريم والسنة النبوية, دستور المسلم ومرجعه الأساسي في كل مناحي الحياة. ولتطوير مهارات الحوار, وجب على المسلم أن يهتدي بمنهجها في الحوار باعتباركما يلي:
1. بتدبير الحواريات القرآنية وتحليلها وتدارسها.
2. بتأمل حواراة الرسول صلى الله عليه وسلم ودراسة أساليبه و طرائقه في الحوار و التواصل.
3. بدراسة مصادر ومراجع مفصلة لقواعد الحوار وأدلة في القرآن و السنة.
4. باستخراج قواعد كبرى للحوار والتزام العمل بها.