ostad mourad Admin
عدد المساهمات : 51 تاريخ التسجيل : 05/09/2009
| موضوع: [color=red]الدرس النظري : مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي[/color] الأربعاء أبريل 07, 2010 2:22 am | |
| مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الاسلامي الإشكالية:
• هل كثرة المال توفر السعادة الحقيقية للإنسان ؟ • ما مدى حرية الإنسان في التصرف في المال ؟
الفرضيات :
• السعادة الحقيقية رهينة بالتصور الإسلامي للمال. • الإسلام لا يحرم الملكية الفردية إذا كان مصدر المال حلال. النصوص النص الأول :{ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } الآية 7 من سورة الحديد النص الثاني : حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن مطرف عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر . قال: " يقول بن آدم مالي مالي ، قال: وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ." صحيح الإمام مسلم
مضامين النصوص: النص الأول: المال مال الله والإنسان هو مجرد وكيل عليه في الأرض. والرزق والمال هما أصلان مملوكان على الشيوع ، فللفقراء حقهم في مال الأغنياء ومن هنا وجب على الإنسان التكافل والتضامن لحل كافة المعضلات الاجتماعية المرتبطة بالفقر والغنى. النص الثاني : التصور الحقيق للمال في الإسلام ، أن مال الإنسان هو فقط ما استهلكه من مأكل أو ملبس أو صدقة ادخرها للآخرة ، أما غير ذلك من المال فهو فقط يحرسه لورثته. 1مفهوم الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي أولا:مفهوم الاستخلاف و أنواعه .
أ- مفهوم الاستخلاف: يُقصد بالاستخلاف في اللغة: مجيء شيء بعد شيء وقيامه مقامه أي التداول و التعاقب سواء في الخير أو في الشر.أما في الاصطلاح فهو اختيار الإنسان ليكون خليفة لله في الأرض بعبادته و اعمار الأرض و إصلاحها ,و هذا تشريف من ناحية و تكليف من ناحية أخرى.
ب- أنواع الاستخلاف: الاستخلاف العام: أي في كل نواحي الحياة بإصلاحها و اعمارها بالخير من خلال توحيد العبادة لله و الحكم بالحق و العدل و القيام بالحقوق.و قد كرم الله الإنسان بالعقل و سخر له ما في الأرض جميعا للقيام بتحمل أمانة الاستخلاف.
الاستخلاف الخاص: و هو نوعان: العبادات البدنية كالصلاة و الصوم و الحج…. العبادات المالية بتنظيم المعاملات داخل المجتمع و المتمثلة بالعقود العوضية و العقود التبرعية و الوصايا و نظام الإرث و التكافل الاجتماعي…مما يضمن حقوق الأفراد و المجتمع و تكوين نظام مالي إسلامي محكم و متكامل.
ثانيا:المال و اوجه الاستخلاف فيه و ضوابطه في التصور الاسلامي:
1- مفهوم المال و أنواعه:
المال في الإسلام هو كل شيء ينتفع به و له قيمة بين الناس و يجيزه الشرع كالعقار و الحيوانات و النقود و المجوهرات ..أما الخمر و لحم الخنزير مثلا فليست مال في الإسلام.
2- أوجه الاستخلاف في المال و ضوابطه:
_أوجه الاستخلاف في المال: تدبير الموارد و النفقات-حق امتلاك المال شرط الاعتراف انه مال الله و أن الإنسان مجرد مستخلف فيه-إجازة الملكية العامة لتنمية المجتمع و تحقيق التوازن بين افراده و طبقاته و ضمان التكافل الاجتماعي-إقرار نظام الحسبة لرد الحقوق و معاقبة المعتدين عليها من اجل تشجيع الاستثمار المؤدي إلى التنمية الشاملة.
_ ضوابط الاستخلاف في المال: - الضابط الاجتهادي لإيجاد المناهج و البرامج التي ترسم اتجاهات العلاقات الاقتصادية و تحفظها من الانحراف. - الضابط الاعتقادي: لتحقيق الخير و إبعاد الضرر - الضابط الاجتماعي:بالتكافل و تداول المال بين كل فئات و طبقات المجتمع - الضابط الاقتصادي: باستثمار كل المال في العمليات المنتجة و المساهمة في تنمية العنصر البشري للزيادة في تنمية المجتمع.
مفهوم الملكية الفردية :يجرد الإسلام المسلم من التملك الحقيقي ويعتبره وكيلا وماله هو في حكم الوديعة والعارية(حق التصرف في العين دون التملك) . مفهوم التصرف المقيد بمقتضى مبدأ الإستخلاف في المال: لا يكون للإنسان مطلق الحرية لما في حوزته من الملك أو المال ولذا عليه ألا يكسب مالا إلا كما أمره الله تعالى ولا ينفقه إلا فيما يرضي الله عز وجل يقول تعالى : ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه ).سورة الانشقاق الآية 4.
2 أهمية المال وقيمته في الحياة الانسانية : الخطاب الشرعي المتعلق بالمال يتميز بالتركيز على قضيتين تؤسسان لرؤية الاسلام للمال : المال قوام الحياة الانسانية هو عمادها الذي تنتظم به ، والمال زينة الحياة الدنيا لذا فقد شرع الإسلام عدة ضوابط لكسبه واستثماره وتدبيره واستهلاكه. قال تعالى:(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيما) النساء آية8
المال شهوة وفتنة : أقر الإسلام الميل الغريزي للإنسان للمال ، وحذر من فتنة المال و الاغترار به ، قال تعالى:(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة و...)سورة آل عمران الآية19 لذا يدعو الإسلام إلى تهذيب غريزة التملك لدى الإنسان ويقول تعالى: (كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) العلق. وقال (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) التغابن.
3.مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل المجتمع مع المال : يعتبر مبدأ الاستخلاف في المال حلا للمشكلة الاجتماعية لقيامه على : التوفيق بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية ... التكافل الاجتماعي واجب شرعي كفائي على الجميع... تصرف في الثروة المستخلف فيها على أساس الكفايةوالتوزيع العادل للثروات وإلغاء الاحتكار والجشع والحرمان
4 كيف يهذب الاسلام غريزة التملك
* الإسلام لا يلغي غريزة التملك بل يحولها من لذة فردية إلى مشاركة جماعية * منهج الإسلام في تهذيب غريزة التملك يقوم على :
أ- تحرير الإنسان من حب المال باعتباره وسيلة وليس غاية . ب- تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح ومواجهة ميول النفس البشرية في حب الدنيا والافتتان بزينتها الزائلة ومقاومة نزعات التملك والتسلط والهيمنة. ج- التأكيد على مفهوم جديد للامتلاك يقوم على مبدأ الزهد الإيجابي القائم على الالتزام بكفاية الطعام والسكن والأمن.
بالتوفيق | |
|